الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن وجد سحراً وأراد أن يتخلص من شره، فلينقضه وليدفنه، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر الذي سحره به لبيد بن الأعصم اليهودي، ففي صحيح البخاري أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أفأخرجته؟ قال: لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثير على الناس منه شراً، وأمر بها فدفنت.
فقد دل هذا الحديث على مشروعية نقض السحر ودفنه، وأن هذا الفعل يبطل أثره، وإنما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بدفنه دون نقضه، خوفاً على الناس من الفتنة، ولو كان نقضه ممنوعاً لما أقر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة على سؤالها إياه.
قال ابن حجر في الفتح نقلاً عن أبي أسامة : وكأن السر في ذلك أن لا يراه الناس، فيتعلمه من أراد استعمال السحر.انتهى
لكن قد يقال: قد جاء في رواية مسلم أنها قالت: أفلا أحرقته. فلم لا نقول بالحرق، كما قلنا بالنقض؟ والجواب : أن لفظة”أفلا أحرقته” انفرد بها أبو كريب. قال ابن حجر في الفتح : فالجاري على القواعد أن روايته شاذه.انتهى
والشاذ كما عرفه أهل الاصطلاح: ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه.
قال السيوطي في الألفية: وذو الشذوذ ما روى المقبول، مخالفاً أرجح…..
ونوصي الأخ الكريم بالمحافظة على الأذكار في الصباح والمساء، والإكثار منها في كل وقت، فإنها من أعظم الأسباب لدفع السحر ورفعه.